نلتقى اليوم مع قصيدة اخرى وهى بعنوان فى الغربة
فيها يصور شاعرنا معانأة الغربة فى اسلوب استفهامى رائع
فى الغربة
هل يوماً ذُقت هوان اللون؟
ورايت الناس يشيرون إليك ، ينادون
عبدُ أسود!
عبدُ أسود!
هل يوماً رُحْتَ تراقبُ لعب الصبية في لهفة وحنان
فإذا أوشكت تصيح بقلب ممتلىء رأفة
ما أبدع عفْرتة الصّبيانْ
رأوْك فهبّوا خلفك بالزفة
عبد اسود
عبد اسود
عبد اسود...؟
هل يوماً ذُقت الجوع مع الغربة
والنوم على الأرض الرطبة
االأرض العارية الصلبة
تتوسد ثني الساعد في البرد الملعون
أنَّى طوفت تثير شكوك عيون
تتسمعُ همس القوم ، ترىغمز النسوان
وبحد بنان
يتعور جرحك فى القلب المطعون
تتحمل لون إهاب ناب كالسُبة
تتلوى فى جنبيك أحاسيسُ الإنسان
وتصيح بقلب مختنقٍ غصّان
وا ذُل الأسود في الغربة
في بلدٍ مقياسُ الناسِ به الألوانْ
****
أسبوعُ مرَّ و أسبوعانْ
وأنا جوعان
جوعانُ ولا قلبً يأبه
عطْشانُ وضنُّوا بالشربة
والنِّيلُ بعيدْ
والنَّيلُ بعيدْ
الناسُ عليهم كلُ جديد
و أنا وحدي...
منكسر الخاطر يوم العيد
تستهزىءُ بى أنوارُ**الزِّينة والضوضاء
تستهزِىُْ بي أفكاري المضطربة
و أنا وحدي...
فى عُزلة منبوذٍ هِنْديْ
اتمثل**أمى ، أخوانى
والتالى نصف الليل طوال القران
في بلدي
في بلد أُصيحابى النَّائى
الأعصم خلف البحر وخلف الصحراء
في بلدى
حيث يُعزُّ غريب الدار ، يُحبُّ الضيفْ
ويُخصُّ بآخرِ جرعةِ ماء عزَّ الصيف
بعشا الأطفال
((ببليل)) البشر وبالإيناس إذا ما رق الحال
وأخذت أغنى فى شجو، ألمى ظاهر
يا طير الهجرة ... يا طائر
يا طيراً وُجْهَتُه بلدى
خذنى بالله أنا والله على أُهبةْ
قصّتْ أقدارُ أجنحتي
و أنا في زوايةٍ أتوسد أمتعتى
ينحسرُ الظلُّ فأمضي للظِّل الآخر
***
لكنّ الطير مضى عنى
لم يفهم ما كنت أُعني